قالت الشيخة مرام بنت عيسى آل خليفة الأمين العام للمبادرة الوطنية لتنمية القطاع الزراعي، إن معرض البحرين الدولي للحدائق الذي يقام برعاية كريمة من حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين المعظم حفظه الله ورعاه، وبدعم كريم من صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة ملك مملكة البحرين رئيسة المجلس الاستشاري للمبادرة الوطنية لتنمية القطاع الزراعي حفظها الله، استقطب خلال يومين من انطلاقته في 9 مارس 2023 أكثر من 25 ألف زائر.
وأشارت الشيخة مرام بنت عيسى آل خليفة إلى أن هذا الحضور المتنوع من مختلف الجنسيات الذي زار المعرض يعكس الزخم الكبير الذي يحظى به هذا الحدث، كما أنه دلالة على نجاحه في الأهداف المرسومة له في تنشيط القطاع الزراعي في مملكة البحرين الذي يُعول عليه في تحقيق استراتيجية الحكومة الموقرة في مجال الأمن الغذائي.
وذكرت أن المعرض لم يعد مقتصراً على مملكة البحرين، إذ تشهد هذه النسخة من المعرض مشاركة أكثر من 176 عارضا من مملكة البحرين علاوة على الشركات المتخصصة في المجال الزراعي من مختلف دول العالم مثل المملكة المتحدة، إسبانيا، هولندا، روسيا، اليونان، إيطاليا، تركيا، اليابان، تركيا، جمهورية الهند، سريلانكا، جمهورية جمهورية باكستان الإسلامية، اندونيسيا، ماليزيا، تايلند، قير غيزستان، كينيا إلى جانب عدد من الشركات الزراعية من دول إقليمية وعربية مثل المملكة العربية السعودية، دولة الإمارات العربية المتحدة، دولة الكويت، سلطنة عمان، المملكة المغربية، المملكة الأردنية الهاشمية، دولة فلسطين، وجمهورية مصر العربية.
تكريم المدارس الفائزة
إلى ذلك، كرمت الشيخة مرام بنت عيسى آل خليفة المدارس الفائزة بمسابقات المعرض السنوي للزهور والخضروات لسنة 2023 التي ينظمها نادي البحرين للحدائق.
وجاءت النتائج كالتالي: أولاً في مجال إنتاج الزهور وقد فازت مدرسة الديه الإبتدائية الإعدادية للبنات بكأس السفير البريطاني بأفضل عرض للزهور – فئة 68 أ، ثانياً في مجال إنتاج الخضروات وفازت مدرسة الإمام الطبري الإبتدائية للبنين بكأس السفير البريطاني بأفضل عرض للخضروات – فئة 68 ب، ثالثاً المدارس الإبتدائية وفازت مدرسة البسيتين الإبتدائية للبنات بكأس الميثاق كأفضل حديقة – فئة 69 أ، رابعاً المدارس الإعدادية وفازت مدرسة الدير الإبتدائية الإعدادية للبنات بكأس وزارة التربية والتعليم كأفل حديقة – فئة 69 ب، خامساً المدارس الثانوية وفازت مدرسة المحرق الثانوية للبنات وفازت بكأس نادي البحرين للحدائق كأفضل حديقة – فئة 69 ج، سادساً المدارس الخاصة وفازت مدرسة الإيمان الخاصة (قسم البنات) بكأس نادي البحرين للحدائق كأفضل حديقة – فئة 69 د.
وهنأت الشيخة مرام بنت عيسى آل خليفة الفائزين في المسابقات، وعبرت عن بالغ شكرها للجهود المبذولة من المدارس الحكومية والخاصة للمشاركة في هذه المسابقات، بما يسهم في تعزيز اهتمام الطلاب والطالبات بالزراعة.
جناح الأطفال يستقطب حضوراً كبيراً
وشهد الركن المتميز للأطفال «حديقة خلاصي» الذي حرصت المبادرة الوطنية لتنمية القطاع الزراعي على عودته في نسخة المعرض لهذا العام حضوراً كبيراً من الأطفال للاستفادة من الأنشطة التعليمية والورش المتنوعة بواقع 11 ورشة يوميا لتعليم الأطفال المهارات اليدوية والأشغال الحرفية وتحويل المواد إلى أفكار ابداعية، بالإضافة إلى تعليم الأطفال الاحتياج الصحيح للنبات من الماء من خلال الألعاب الإلكترونية، وكذلك وجود جهاز مائي يوضح للأطفال كيفية توليد الطاقة من الماء.
الجناح العلمي يجذب طلاب الجامعات والخبراء
من جانب آخر، عبرت الشيخة مرام بنت عيسى آل خليفة عن سرورها بنجاح خطوة إقامة الجناح العلمي في المعرض الذي اجتذب طلاب الجامعات والخبراء للاستفادة من المعلومات والبيانات التي يعرضها الجناح.
ويسلط الجناح العلي الضوء على عدد من المواضيع المتعلقة بالمياه من ضمنها: بعض الإحصائيات المتعلقة بواقع استهلاك المياه في البحرين، وأهمية السعي لتحقيق الأمن المائي المرتبط بالأمن الغذائي بصورة وثيقة، ودور الأفراد في ترشيد استهلاك الماء في المنازل والحدائق المنزلية.
وشهد الجناح عرضاً لعدد من المشاريع البحثية الموجهة لترشيد استهلاك المياه في التخضير والزراعة المستدامة والحفاظ على المصادر الطبيعية واستخدام مياه الأمطار الموسمية وجهود رصد المعلومات التي تساعد متخذي القرار لوضع الخطط والاستراتيجيات المستقبلية في المجال الزراعي.
نبذة تاريخية عن القطاع الزراعي في البحرين
شكلت الزراعة أحد أهم القطاعات الإقتصادية في البحرين قبل تطور صناعة النفط والطفرة الاقتصادية الحديثة. وقد أولى المغفور له باذن الله صاحب العظمة الشيخ عيسى بن علي آل خليفة اهتمام كبير بالزراعة حيث كان يحث التجارعلى استيراد الاشجار والنباتات ذات الاصناف المختلفة من مختلف دول العالم.
وزاد الاهتمام بهذا القطاع في عهد المغفور له بإذن الله صاحب العظمة الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة امير البحرين حيث استعان بخبير زراعي من الموصل بالعراق لدراسة وضع الزراعة واقتراح سبل تطويرها.
ثم توالت عملية تطور الزراعة في الخمسينات من القرن الماضي وازدادت مساحة الرقعة الزراعية ويعود الفضل في ذلك الى جهود العديد من رجالات البحرين على رأسهم حاكم البحرين آنذاك صاحب العظمة الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة (1942-1961) حيث احتلت الزراعة في عهد سموه مكانة متميزة ضمن المشاريع الحكومية الأخرى التي حرصت الدولة على توفيرها للمواطنين ومنذ عام 1954 دأبت البحرين على تنظيم المعارض الزراعية كل سنتين للمزارعين والتجار في حديقة السلمانية الشرقية وكان حاكم البحرين يقوم بافتتاح المعرض وبتوزيع الجوائز على الفائزين.
وفي عهد الأمير الراحل المغفور له بإذن الله تعالى صاحب السمو الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة أمير دولة البحرين آنذاك (1961-1999) تواصل الاهتمام بإقامة وتنظيم المعارض الزراعية لا سيما بعد تأسيس نادي البحرين للحدائق عام 1965 الذي حظي بشرف الرئاسة الفخرية من قبل سمو الأمير الراحل. وقد كان سموه رحمه الله يتفضل برعاية وافتتاح المعرض السنوي للزهور والخضروات الذي ينظمه نادي البحرين للحدائق منذ عام 1967 حتى وفاته رحمه الله.
وكان معرض الزهور والخضروات الذي ينظمه نادي البحرين للحدائق (1966-1970) في سينما الجفير من أكثر المعارض حضورا. ونظرا للإقبال الشديد والازدياد المضطرد في عدد العارضين والمعروضات انتقل المعرض الى فندق الخليج في عام 1971. وبعد وفاة المغفور له بإذن الله سمو الأمير الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة، تشرف النادي منذ ذلك الحين وحتى يومنا هذا بالرئاسة الفخرية لصاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين (1999- حتى اليوم).
وفي أبريل من عام 2003 أناب صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المعظم صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة لافتتاح المعرض السنوي الثامن والثلاثين للزهور والخضروات وذلك في فندق الشيراتون والذي ينظمه نادي البحرين للحدائق. حيث وجهت سموها في ذلك اليوم القائمين على المعرض أن يتم استثمار هذ التجمع الزراعي في الترويج الى الثروات الطبيعية التي تزخر بها البحرين وتنمية الحس الوطني بأهمية المحافظة على الثروة الزراعية التي تستلزم تضافر الجهود للنهوض بها إلى جانب تحفيز الهواة من محبي الزراعة إلى الابتكار والتجديد في مجالات الزراعة والتشجير وتنسيق الزهور كما دعت سموها إلى فتح المجال أمام الشركات الزراعية المحلية والدولية للمشاركة في المعرض سعيا إلى تدويله والاستفادة من الخبرات العالمية التي سيستقطبها، مبدية سموها رغبتها الشديدة لأن يكون معرض البحرين للحدائق في مصاف المعارض الدولية المختصة في المجال الزراعي بفضل ما يتصف به من مشاركات متميزة وجهود تنظيمية لائقة.
ومنذ ذلك التاريخ يستقطب معرض البحرين الدولي للحدائق عددا كبيرا من العارضين والزوار حيث يقدم لهم المعرفة والتوعية الزراعية في آن واحد ويساهم في احداث تغيير نوعي في المستوى المعرفي بأهمية الزراعة. كما يسهم في انشاء شراكات تجارية جديدة بين المؤسسات المحلية والدولية مما جعل المعرض محطة متكاملة في مجال البستنة والزراعة وأضحى علامة سنوية مميزة على خارطة المعارض الدولية المقامة على أرض البحرين.